ليلة أمس، تحوّل فضاء مسرح الهواء الطلق بقرنبالية إلى موعد مع الطرب الأصيل حين اعتلت الفنانة التونسية القديرة نبيهة كراولي الركح، ضمن فعاليات الدورة 63 لمهرجان العنب.
بصوتها القوي وأدائها الركحي المتمكن، عاشت الجماهير لحظات استثنائية تزاوج فيها الشجن بالفرح، والذاكرة الفنية بالمعاصرة.
منذ اللحظات الأولى، شدّت نبيهة كراولي الجمهور بمجموعة من أشهر أغانيها التي صنعت رصيدها الفني الطويل، فارتفعت الهتافات وردّد الحاضرون معها الكلمات في تمازج جميل بين الفنانة وعشاقها.
وأثبتت كراولي مرة أخرى أنّها واحدة من الأصوات الاستثنائية في الساحة التونسية والعربية، بصوت يحمل قوة الجبل وحنان الأرض، وبحضور يفيض أنوثة وإحساسًا.
لم يكن العرض مجرّد سهرة موسيقية، بل كان رحلة في الذاكرة الجماعية لجمهورٍ تعلّق بها منذ عقود، فغنّت للوطن، للحب وللأمل، فأعادت الروح إلى ركح المهرجان وأضاءت ليالي قرنبالية بمزيد من البهاء.
بصوتها العابق بالأصالة، جسّدت نبيهة كراولي المعنى الحقيقي للفن الذي يعيش في الوجدان، مؤكدة أن الأغنية التونسية قادرة على الاستمرار والانتشار متى حملها صوت صادق وإحساس راق.
علي الطرابلسي