في العرض السادس ضمن برمجة الدورة الثامنة والخمسين من مهرجان الحمامات الدولي، كان الجمهور على موعد مع عرض للفنان الإسباني “توماتيتو” (خوسيه فرنانديس توريس) عرض توشح فيه المسرح بنغمات الفلامنكو.
مرة أخرى يتقاسم “توماتيتو” الركح مع موسيقيين يلتقي معهم عند الموسيقى الغجرية ليتشاركوا السحر غير الملموس والإيقاع الآسر للفلامنكو في عرض بدعم من سفارة إسبانيا بتونس، حضره رئيس ديوان وزارة الشؤون الثقافية وسفراء إسبانيا وصربيا والبرتغال بتونس.
فنان ملهم، صاحب شخصية كاريزماتية ملتزمة آلت على نفسها نشر الثقافة الغجرية في مختلف مسارح العالم وهو ما تجسد لحنا وكلمات ومشاعر على خشبة مسرح الحمامات.
كلما داعبت أنامله أوتار غيتارته، تناثرت نغمات مشحونة بالعواطف اكتسى على وقعها الفلامنكو روحا أخرى. واجتمعت فيها الموسيقى التقليدية الاسبانية مع الجاز والموسيقى الغجرية مع مسحة من المؤثرات التركية. هالة مؤلفة من الشجن والفرح والهدوء والصخب لاحت في الأرجاء على نسق نغمات الغيتار وإيقاعات الدرامز والكاجون التي روت مآسي الغجر في جنوب إسبانيا.
وصلات من أغاني موسيقى الفلامنكو تجلى فيها الطابع الأندلسي وظهر في تفاصيلها الأداء الصوفي، وتبدى فيها “حس توماتيتو” المرهف والتزامه الصارخ بتطوير موسيقى الفلامنكو التي تسكن روحه.
موسيقى تحتفي بكل روح تواقة للحرية، لتروي معاناة السود والغجر وكل محاولات الانعتاق التي تختزلها نغمات الغيتارة والصوت الصادح على وقعها. هذه الموسيقى شدت الجمهور إلى عوالمها المليئة بالحكايات على امتداد حوالي ساعة ونصف، غادر “توماتيتو” إثرها الركح وقد ترك أثره عليه، ولكنه سرعان ما عاد على وقع هتافهم واسترسل ورفاقه خلق أجواء أخاذة.
وفي الندوة الصحفية التي عقبت العرض، أبدى “توماتيتو” كعادته فخره بعائلته وتقاليد أجداده كما تحدث عن طفولته المعمّدة بسحر الفلامنكو حيث كانت الغيتارة التي أهداه إياها والده لعبته المفضلة في سن العاشرة. ووصف الفنان الإسباني عرضه على ركح مهرجان الحمامات الدولي بكونه تجربة مذهلة، معربا عن عن شكره للمهرجان لتخصيصه عرضا للفلامنكو.
وقال “الجمهور كان رائعا.. والمكان أيضا.. ألهماني ومنحاني طاقة إيجابية”.
وبعد هذه السهرة الإسبانية، سيكون رواد المهرجان على موعد مع عرض “مايد إن أفريكا” للفنان التونسي زياد الزواري، وذلك يوم 11 جويلية 2024