الدورة 58 لمهرجان الحمامات الدولي
سهرة الإفتتاح
افتتح مهرجان الحمامات الدولي دورته الثامنة والخمسين التي تتزامن مع ستينية تأسيس مسرح الحمامات بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي
والمكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية منصف بوكثير.
افتتحت مسرحية “عطيل وبعد…” عروض المهرجان، وهي من إخراج حمادي الوهايبي، ونص بوكثير دومة (نص أصلي لويليام شكسبير )، وإنتاج المركز الثقافي الدولي بالحمامات.
في إطار الاحتفاء بمرور ستين سنة على تأسيس المسرح، اختار القائمون على المهرجان إعادة إنتاج مسرحية “عطيل” التي افتتحت مسرح الحمامات بنسخة من إخراج المسرحي علي بن عياد عام 1964.
وقد شهد الافتتاح تكريم الممثلة منى نور الدين التي شاركت في مسرحية “عطيل” قبل ستين سنة، من قبل الوزير المكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية منصف بوكثير ومدير مهرجان الحمامات الدولي نجيب الكسراوي.
على الركح، ارتسمت ملامح عمل مسرحي فرجوي يراوح بين الأداء الركحي والشعر والموسيقى والغناء ويعيد صياغة الواقع وترتيب الأحداث وتشكيل مصائر الشخصيات على نسق الصراع القائم بين الشمال والجنوب.
وعلى الخشبة بعث الممثلون مهذب الرميلي، ونور الدين الهمامي، ومحمد شوقي خوجة، وبهرام علوي و سامية بوقرة، وإباء حملي، وفاتن الشوابي أرواحا أخرى في الشخصيات التي تحررت في جوانب منها من قيود النص الأصلي وانتصرت لعطيل الجنوبي أسود البشرة.
والمسرحية التي تعتمد اللغة العربية الفصحى يشارك فيها الفنان أحمد الماجري وتتضمن لوحات كوريغرافية بإمضاء ريان سلام وشيماء ارحاولية بمساهة قيس بولعراس، وكان للكوريغرافيا والموسيقى بصمة نوعية في سيرورة الأحداث.
كان حضور الفنان أحمد الماجري والراقصين بمثابة عناصر الانتقال من نسق إلى نسق آخر، حيث تتخذ الأحداث منحى تصاعديا وهي تحاكي نغمات الغيتار والصوت الصادح والخطوات المدوية على الخشبة.
وكلمات الشاعر الراحل محمد الغزي أضفت هي الأخرى شاعرية مخصوصة للعمل المسرحي لما يتضمنه إدراجها في النص من عرفان وتكريم لصاحبها الذي رحل جسده عن هذا العالم ولكن بقي حرفه نابضا بالحياة.
على امتداد المسرحية تجلت ثنائيات الخير والشر، الحب والكره، الانفتاح والتعصب، العنصرية وقبول الآخر، ثنائيات ظهرت في أداء الممثلين وتعابيرهم وتعبيراتهم وفي اختيار الموسيقى و عناصر السينوغرافيا وتشكيل اللوحات الكوريغرافية.
وفي حديثه عن مسرحية “عطيل وبعد”، قال مخرجها حمادي الوهايبي إنها مقترح فكري وجمالي استوحى السينوغرافيا من ركح مسرح الحمامات الذي أصبح بمثابة المعلم وهو الذي يمر على تأسيسه ستون سنة.
كما أعرب الوهايبي عن سعادته بهذا العرض وبتشجيع الجمهور الذي ساعد الممثلين في خوض مغامرتهم على ركح الحمامات المختلف بشروطه وخصائصه.
وفي السياق ذاته، أعرب الممثلون عن سعادتهم وفخرهم بخوض هذه التجربة على ركح مسرح الحمامات الدولي في عمل مقتبس من الرائعة الشكسبيرية “عطيل” التي احتضن مسرح الحمامات شخصياتها في حياة أخرى قبل ستين سنة.