على ركح مهرجان الحمامات الدولي رسمت الفنانة اللبنانية رنين الشعار ملامح سهرة طربية استحضرت معها الزمن الجميل وأطربت مسامع الجمهور في العرض الرابع ضمن سهرات المهرجان.
بصوتها المميز وإحساسها اللافت أدت كلاسيكيات عربية وجالت بين أغاني عمالقة الطرب العربي بمصاحبة فرقة موسيقية بقيادة المايسترو محمد الأسود. تفاعل الجمهور مع إيقاع الانسجام بين عزف الموسيقيين وتنقل الفنانة بسلاسة بين الطبقات الموسيقية.
رنين الشعار لم تخف رهبتها من الصعود على ركح مهرجان الحمامات الدولي ومصافحة جمهوره الاستثنائي لكن ذلك تلاشى مع انطلاقها في الغناء الذي غازل الجمهور فاستجاب واستمدت منه طاقتها، وفق قولها.
من أغنية إلى أخرى يتلوّن صوتها وخاماتها وهي تجول بين كلمات أغان لفنانات وفنانين رسخت أسماؤهم في الذاكرة الموسيقية العربية على غرار “فيروز” و “وردة” و”ملحم بركات” و”جورج وسوف و”نجاة الصغيرة”.
“كيفك إنت ” و”سألوني الناس” غنت لفيروز على طريقتها، بصوتها العذب الرقيق والقوي الصادح في الآن ذاته ليعم الطرب كلّ أرجاء المسرح.
“أيام” لوردة الجزائرية، غنت رنين الشعار وأهدتها لوالدتها التي تبكي كلما سمعتها، كما تقاسمت الركح مع والدها عبد الكريم الشعار الذي ورثت عنه موهبة الغناء وصقلتها على وقع حب الفن الذي زرعه فيها.
مع والدها قدمت وصلة “دلن دلن” و”طالعة من بيت أبوها” وتعالت النغمات الجبلية في أرجاء مسرح الحمامات على إيقاع صوتي الشعار الأب والإبنة قبل أن تستأنف رنين رحلة الطرب.
“الهوى سلطان” لجورج وسوف، و”تعى ننسى” لملحم بركات و”عيون القلب” لنجاة الصغيرة، غنت الفنانة اللبنانية بنفس الشغف والطاقة. ولجمهورها التونسي الذي تلتقيه لأول مرة، اختارت أن تقدم أغنية “يما يا غالية” للفنانة سلاف ودعت معها إلى الركح صديقها الفنان محمد الجبالي لينشأ ثنائي جمع صوتين آسرين متمكنين من مقام الصبا.
وفي ختام السهرة، صدح صوت رنين الشعار مرددا كلمات بيرم التونسي ” يا صلاة الزين على تونس يا صلاة الزين”، كما غنت للجمهور “آه يا حلو” دون موسيقى .
وفي الندوة الصحفية الخاصة بالعرض، قالت رنين الشعار، إنها سعيدة بالغناء على ركح مهرجان الحمامات الدولي في عرض لن يمحى من ذاكرتها.
وأضافت “أعرف مسبقا الجمهور التونسي وجماله وحبه للنغمة الحلوة والصوت الجميل، هو جمهور يستحق الفرح والحياة غمرني بالحب وما قدمته على الركح جزء بسيط من عطائه”.
ومن جهته قال المايسترو محمد الأسود، إن رنين مقنعة ومتمكنة، مشيرا إلى أنه تحدث معها عن سحر مسرح مهرجان الحمامات الدولي الذي يضاهي في قيمته أكبر مهرجانات العالم. وأضاف “مسرح الحمامات خاص في أجوائه وجمهوره الذي يسمع ويركز في كل تفصيلة على الركح”.