
وصلت حوالي اليوم الجمعة في حدود الثانية بعد الزوال سيّدة في عقدها السبعين غرفة الفرز بمسار “الكوفيد” بالمستشفي المحلي بطبلبة من ولاية المنستير رفقة ابنتها وأربعة من أبنائها ،التفوا حولها، وأمطروا الطبيبة بعدّة أسئلة.
بادرت المسؤولة عن وحدة الكوفيد بطبلبة، الدكتورة نوال بلقاسم، بالقيام بالإسعافات الأولية لهذه المريضة، بأن شرعت في قيس مختلف المؤشرات الحياتية من سكري واكسيجين وضغط دم، إذ في حال تسجيل نقص في الأكسجين فإنّ نسبة الاشتباه في الإصابة “بالكوفيد” تكون كبيرة بنسبة 99 في المائة، ثم تكون هناك جملة من التحاليل لمزيد تقييم الحالة الصحية للمريضة.
وأوضحت د. بلقاسم أنّ “حالة هذه المريضة متوسطة الخطورة ووصلت في الوقت المناسب”. وبيّنت أنّ معدل أعمار الحالات الموجودة “بوحدة الكوفيد” هو تقريبا 70 سنة، وأنّه من المؤلم للإطار الطبي وشبه الطبي ألا يجدوا سريرا لإيواء واحد من كبار السن بالرغم من أنّه يحتاج إلى رعاية مركزة. وتضيف “لكن للأسف، تلك هي الوضعية التي نعيشها”. وكشفت بلقاسم أنّه نظرا لأنّ التحاليل لم تعدّ متوفرة بالعدد الكافي فإنّهم يضطرون للقيام بعملية فرز مضيقة.
وتجاوزت الوضعية الوبائية بمعتمدية طبلبة الخطوط الحمراء، إذ بها 933 إصابة جديدة على كلّ 100 ألف ساكن، وهي تحتل المرتبة الأولى في عدد الإصابات الجديدة بولاية المنستير بالرغم من أنّ نسبة الوفيات بها هي الأقل بالجهة، إذ أنّ “وحدة الكوفيد” كانت فاعلة جدّا في إنقاذ حياة العديد من المصابين، حسب نوال بلقاسم.
وواصلت نوال بمرارة بأنهّ لديهم إلى غاية 20 جانفي الجاري 9 حالات “بوحدة الكوفيد”، من بينها حالات أشخاص يستحقون الإقامة وحالات تستحق حتى الإقامة في قسم العناية المركزة بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير، غير أنّ نسبة الإشغال به بلغت 100 في المائة، وبالتالي “نضطر في الوحدة العناية بهؤلاء المرضى ونقوم بواجبنا حسب ما نقدر”.
وتستقبل منطقة العزل بالقسم الاستعجالي بالمستشفي المحلي بطبلبة على امتداد الأربعة والعشرين ساعة بين 50 و60 حالة مشتبهة بالإصابة بفيروس كورونا، ومن بين تلك الحالات من تظل تنتظر إلى حين توفر سرير في وحدة الكوفيد، ومنها حالات يستوجب نقلها إلى المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير.
وتنسق “وحدة الكوفيد” بطبلبة مع المجتمع المدني للعناية بالعديد من الحالات في منازلها، والتي تستحق جرعة من الأكسجين بين لترين و3 لترات من الاكسيجين لمنع تعكر تلك الحالات، فتصبح في حاجة إلى 10 لترات من الأكسجين وإلى تنفس اصطناعي وآلات غير متوفرة حتى في المستشفيات الجامعية، حسب بلقاسم.
ويأمل الإطار الصحي “بوحدة الكوفيد”، التي تعدّ حاليا أربعة طبيبات، دعمهم بطبيب أو طبيبة حتى يمكن أن يسير العمل في ظروف أفضل بالنسبة إلى الإطار الصحي، والعناية أحسن للمرضي.
وكانت وزارة الصحة وعدت بدعم القسم الاستعجالي بالمستشفي المحلي بطبلبة بطبيبين، غير أنّها وفرت طبيبة واحدة، ومازالت الوحدة تنتظر تعيين طبيب ثان، حتى يتسنى إحداث قسم استعجالي قادر على تقديم خدمات صحية على امتداد الأربعة والعشرين ساعة، وحتى لا يجد الإطار الطبي وشبه الطبي نفسه يعمل أكثر من طاقته.
وكشفت د. نوال بلقاسم أنّها أصيبت مرتين بفيروس كورونا المستجد، علاوة على إصابة 28 من الاطارات شبه الطبية، وهناك حاليا طبيبتان مصابتان بكورونا.
من ناحيته، أكد مدير المستشفي المحلي بطبلبة، عبد اللطيف لحامي، ل”وات”، أنّ الإطار الطبي وشبه الطبي بالمستشفي المحلي بطبلبة بذل جهودا طيّبة رغم تعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في صفوف الإطار الصحي، إذ تم تسجيل 40 إصابة إلى غاية 20 جانفي 2021.
وقال “هناك ضغط كبير وجهد كبير”.. وكان دعم المجتمع المدني على مستوى عال جدّا، إذ ساعد المستشفى على التكفل بالحالات الحاملة لفيروس كورونا المستجد. وأفاد بأن المستشفى يسجل نقصا في الإطار الطبي وشبه الطبي نتيجة تكرر الإصابات في صفوف الإطار الصحي.
تم