وطنية

العودة إلى الرضاعة الطبيعية.. أطباء ومختصون يتّحدون ضد الحليب الاصطناعي

اكدت الدراسات الحديثة ما تم إثباته مسبقا، أن الرضاعة الطبيعية والاحتكاك الجسدي بين الأم ووليدها يعد أكبر مصادر المناعة له، مدى الحياة، وليس في فترة الطفولة فحسب. إلى جانب هذا، اكتشفت النساء أن إعطاء حليبهن لمواليدهن الجدد يحسن مزاجهن، ويساعدهن على التعافي السريع، رغم الصعوبات. وهو ما بات يدفع بالأمهات إلى بذل قصارى جهودهن لخوض التجربة، والتخلي عن الحليب الاصطناعي.

مخابر تسهم في إنجاح الرضاعة الطبيعية بوسائل اصطناعية

ارتفع الطلب، بشكل ملفت، في السنوات الأخيرة، على بعض الأدوات التي لم تكن ضمن حيز اهتمامات كثير من النساء، ولا يعلمن بوجودها أصلا. فقد زاد الاطلاع والوعي بخصوص أهمية وفوائد الرضاعة الطبيعية، من إقبال الأمهات الجدد على اقتناء شفاط الحليب اليدوي والكهربائي، حتى قبل الوضع، إلى جانب الحلمات الاصطناعية وأكياس حفظ وتجميد الحليب الطبيعي والمعقمات السريعة للرضاعات.. نظرا إلى ما تقدمه هذه الوسائل البسيطة والمبتكرة من عون للأمهات، الراغبات في إنجاح تجربة الإرضاع طبيعيا، وتوفير والوقت والجهد في العملية. تقول سهام، أم لثلاثة أطفال: “بعد ولادتي الأولى، نصحني الأطباء بالابتعاد عن الحليب الاصطناعي. وبحكم تركيزي على العودة السريعة إلى العمل، لم أول الأمر أهمية كبيرة. حاولت بلا جهد وفشلت سريعا، بعدها اكتشفت كم كنت مخطئة بعد معاناتي أنا وابني، من تبعات الحليب الاصطناعي على صحته. وقررت لاحقا أن أرضع أبنائي طبيعيا. وبعد استفساري عن الموضوع، وجدت الكثير من الوسائل والتقنيات التي كان من شأنها أن تساعدني، وبدأت أقتنيها في فترة الحمل، كجزء من عدة الرضيع..”.

السبيل الأقصر للتعافي السريع من القيصرية أكثر من أي وقت مضى

بات الأطباء والمختصون أكثر حرصا واهتماما بموضوع الرضاعة الطبيعية، وارتفع حس المسؤولية، في السنوات الأخيرة، في توجيه الأمهات الجدد صوب المثابرة لإعطاء مواليدهن جرعة من المناعة، عبر حليبهن الطبيعي، خاصة في الساعات الأولى والأيام الأولى بعد الولادة، نظرا إلى غناه بالعناصر الضرورية للنمو الصحي، بعيدا عن الأوبئة والأمراض. وبغض النظر عن فوائدها للمولود، أثبتت دراسات حديثة، أجريت سنة 2016، أن الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة شهرين على الأقل، بعد خضوعهن لعملية ولادة قيصرية، يتعافين سريعا، ويعود رحمهن إلى موضعه الطبيعي بلا مشاكل. كما أنهن يكنّ أقل عرضة للإصابة بالألم في موضع الجراحة. وأثبتت النتائج أيضا أن معدل الألم المزمن على مستوى البطن والظهر والأوراك كان أعلى بثلاثة أضعاف بين الأمهات، اللواتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية، لفترة أقصر من شهرين. انطلاقا من هذا، وإلى جانب الشعور بالفخر والإنجاز وتبادل التجارب الناجحة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تشجعت الكثير من الأمهات والحوامل، حتى العاملات منهن بدوام كامل، لإعطاء أطفالهن رضاعة طبيعية حصرية، أو على الأقل رضاعة مختلطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى